عرض المشروع هو فرصتك الأولى لكسب ثقة العميل وتحفيزه للعمل معك. تتطلب هذه المساحة مهارات إقناع قوية، تساعدك على إيصال خبراتك بالطريقة الأمثل.
في بداية عملي الحر، كنت أقدم عروضًا عامة، أكرر فيها وعودًا عن الجودة والاهتمام بالتفاصيل. لكن مع الوقت، أدركت أن العرض الفعال يكون مخصصًا لاحتياجات العميل، ويُظهر قدرتي العملية لتنفيذ المطلوب.
أشاركك أهم العوامل التي ساعدتني على الفوز بمشاريع عديدة في خطواتٍ عملية. فكر فيها كقائمة تحقق Checklist تستخدمها عند كتابة كل عرض.
اقرأ وصف المشروع بتمعن أولًا. هذه الخطوة تمنحك تصورًا أوضح للمشكلة أو الهدف الذي يسعى العميل إلى تحقيقه. وتساعدك في صياغة عرض مخصص يركز على نقاط القوة لديك، خصوصًا عندما تلاحظ متطلبات مشابهة لخبراتٍ سابقة.
بعض العملاء يضيفون روابط لمواقع شركاتهم أو نماذج مشابهة لما يرغبون به. تصفح هذه المواد بعناية حتى تدرك التفاصيل التي يريدونها، وتتعرف على الجمهور المستهدف، وغير ذلك من التفاصيل التي ستعطيك رؤية للحل المناسب والنتيجة التي يتوقعها العميل.
تذكر أن العميل يتلقى عشرات أو مئات العروض، وأحيانًا يتصفحها بسرعة بحثًا عمّن يلفت انتباهه في أول سطرين. لذلك، ابدأ عرضك بمقدمة قصيرة تربط المشروع بخبراتك. فكر بأمور مهمة مثل:
مثلاً، إذا كان المشروع عن تصميم ديكور لشقة سكنية، يمكنك البدء بـ:"صممت ديكورات عصرية لأكثر من 20 شقة، مع حلول عملية تستغل المساحات وتضفي لمسة جمالية مميزة.".
سيفيدك أيضًا التركيز على تخصص المشروع الدقيق، ففي المثال السابق ركزنا على الشقق السكنية، وليس الفلل والمحال التجارية أو المطاعم، وفي سياق آخر متعلق بالتطوير أو التصميم مثلًا، ركز على خبرتك في القطاع والمميزات والتقنيات المطلوبة.
بعد نجاحك في جذب انتباه العميل، أظهر له فهمك العميق للمشروع دون تكرار كلامه. من خلال تحليل المتطلبات وإبراز خبرتك في المطلوب، وتعاملك مع متطلبات مشابهة.
مثال: إذا طلب العميل كاتبًا لمقالات في مدونة، وشارك رابطها، اقرأ بعض المقالات، ولاحظ النبرة، والجمهور المستهدف، والأفكار التي يركزون عليها. ثم أخبره بملاحظتك لذلك وأنك ستراعي هذه المعايير في كتابة محتوى يناسب علامته التجارية.
سيقدّر العميل ملاحظاتك الدقيقة ويشعر بحرصك على إنجاز العمل بأفضل صورة. وهذه نقطة أخرى لصالحك.
يحتاج العميل إلى خطة تنفيذ تعطيه الوضوح والثقة، اشرح له باختصار كيف ستنجز المهمة أو تحقق أهدافه، وتجنب المصطلحات التقنية المتخصصة فغالبًا لا يعرفها، ركز على الأمور التي يحتاج معرفتها للمتابعة معك جيدًا والتأكد من خبرتك في المجال.
مثال: عندما يطلب العميل تطوير تطبيق هاتف، قسّم المشروع إلى مراحل: تحليل المتطلبات، تصميم الواجهات، ربط التطبيق مع الواجهة البرمجية، اختبار التطبيق، رفعه على المتجر.
اذكر المدة التقريبية لكل مرحلة، وكيف ستبقيه على اطلاع منتظم لضمان سير العمل بسلاسة ومعالجة أي ملاحظات مبكرًا. هذه التفاصيل تخبره أنك منظم، جاد، وتعرف ما تفعل.
وجّه العميل نحو معاينة أعمالك لتأكيد خبراتك، بالإشارة إلى نماذج مشابهة في معرض أعمالك، أو إرفاق مستندات للأعمال ذات الصلة فقط؛ فعندما يطلب تصميم هوية بصرية متكاملة مثلًا، تجنب إرسال نماذج لتصاميم شعارات فقط، أو منشورات سوشيال ميديا.
يمكنك عمل نموذج تجريبي بسيط يتعلق بالمشروع عندما لا يتوافر لديك عمل مشابه. وفي مشاريع مثل الاستشارات، يمكنك إرفاق تصور أولي للمشكلات والحلول، والتأكيد على مناقشة التفاصيل بمجرد مراسلتك. هذه الخطوة وحدها تُظهر استعدادك لإنجاز العمل وتضعك ضمن المرشحين.
قد يضيف العميل أسئلة في نهاية المشروع بهدف تقييم خبرات المستقلين، وقد تكون أول شيء يلتفت إليه في العروض. لذلك، أجب بطريقة تعكس خبراتك دون تكرار المحتوى المكتوب في العرض.
وفي المقابل، قد تتكون لديك بعض الأسئلة أثناء قراءة المشروع، اذكرها في نهاية العرض لإظهار اهتمامك. كالسؤال عن اللغة المطلوبة لبرمجة الموقع أو التطبيق، أو توافر أي ملفات ضرورية لبدء العمل مباشرة. لا تتوقف عند السؤال واقترح التقنيات الأفضل لتنفيذ المشروع.
تذكر أن كتابة عرض قوي مهارة قابلة للتعلم، ستنمو مع الممارسة والملاحظة الذكية. لذلك تعامل مع كل مشروع كأنه الوحيد، واكتب عرضًا مخصصًا بالكامل لصاحبه. تذكر أن الأمر يبدأ من اختيار المشروع الذي ترى نفسك قادرًا على إنجازه بثقة، ويمكنك ربط خبراتك به بوضوح.
بعد نجاحك في إقناع العميل وحصولك على أول مشروع في العمل الحر، تبدأ مسؤوليتك في تنفيذ العمل بجودة عالية والتواصل بانتظام. نجاحك في هذه المرحلة يعني تقييمًا إيجابيًا، وعلاقة قوية تعزز فرص عمل وتوصيات متكررة من العميل.
يتطلب ذلك إدارة واعية لوقتك، لضمان الجودة والتسليم في الموعد. أنشأنا لك مقالًا مخصصًا لإدارة وقتك أثناء عملك الحر.
نتمنى لك تجربة موفقة، وعروضًا ناجحة تفتح لك أبواب نمو مستمرة.