أكثر المشاريع التي جلبت لي فرص عمل وتوصيات متكررة، كانت تلك التي بنيت فيها علاقة قوية مع العميل. هذه العلاقة تبدأ من أول تفاعل، وتتشكل عبر كل خطوة من المشروع. فكل تواصل هو فرصة لبناء علاقة مهنية قائمة على الثقة، والاحتراف، والتواصل الفعال.
أشاركك أفضل الممارسات في خطواتٍ عملية تستطيع تطبيقها بسهولة:
قبل البدء بالتنفيذ، تأكد من فهم نطاق المشروع ومتطلباته ومعرفة المواعيد النهائية، تأكد أن تحصل العميل التفاصيل التالية:
هكذا تتضح التوقعات وتحصل على جميع الإجابات التي تحتاجها لتقديم عمل رائع، وتُظهر للعميل حرصك على نتائج المشروع منذ البداية.
شارك بعدها العميل تصورك لآلية العمل، قسّم معه متطلبات المشروع إلى مراحل، كل مرحلة بموعد تسليم ومخرجات محددة. وأخبره بأي تفاصيل يحتاج معرفتها في التنفيذ، والأمور التي ستراعيها لتحقيق أهدافه. هنا ستعطي مساحة للنقاش والتأكيد على صحة تصورك.
هذا الاتفاق يمنح شعورًا بالوضوح والتنظيم لكليكما، ويجنبكما أي سوء فهم لاحقًا. احرص هنا على توثيق كل هذه التفاصيل على منصة العمل الحر، لأنها المرجع الرسمي في حال حدوث أي لبس.
حافظ على تواصل مستمر مع العمل من لحظة بدء المشروع وحتى تسليمه. التحديثات الدورية تبني الثقة، وتُظهر للعميل أنك تتعامل مع المشروع بجدية، بدلًا من تركه في حالة تساؤل وترقب.
بعض العملاء يقدرون النماذج الأولية، بينما آخرون يفضلون المنتج النهائي مباشرة. لذا اسأل العميل عن تفضيلاته منذ البداية واستجب لها. كما يعتمد ذلك على نوع المشروع، فمشاريع التطوير تتطلب نماذج أولية للاختبار، والكتابة والتخطيط يفضل فيها إرسال النتيجة النهائية.
كذلك، كن مرنًا مع الملاحظات أو التغييرات أثناء العمل، فهي أمر وارد في كثير من الأحيان. تذكر أن التعامل معها أولًا بأول أفضل لكليكما، وأن هدفك هو تسليم نتيجة ترضي العميل بالنهاية.
يساعد التواصل الفعال في وضوح سير العمل وتوفير الوقت. لذلك، اجعل رسائلك مفهومة مباشرة، خصوصًا أن العميل في بعض الأحيان قد لا يكون متواجد في وقت تواصلك، من خلال اتباع هذه النصائح:
حافظ كذلك على الاستجابة السريعة، هكذا تُظهر تقديرك لوقت العميل وجودة المتابعة. لذا راجع إشعارات المنصة والبريد الإلكتروني بانتظام، واستجب بأسرع وقت دائمًا. حتى إن لم يكن لديك جواب نهائي، أخبر العميل أنك قرأت رسالته وسترد عليه بعد مراجعة الأمر.
إذا واجهت ظرفًا يمنعك من تسليم المشروع في الوقت المحدد، سواء كان تحديًا شخصيًا أو تقنيًا، حاول أولًا التعامل مع الأمر للالتزام بالموعد، ولكن إن حالت الأمور أمام ذلك، لا تختفِ أو تؤجل. بل بادر بإبلاغ العميل مبكرًا بصيغة احترافية.
مثلًا: "واجهت تحديًا بسيطًا في تنفيذ المرحلة الأخيرة، وأحتاج يومًا إضافيًا لإنهائها بأفضل جودة. أشكرك على تفهمك.". الشفافية هنا تبني ثقة أقوى، وتُظهر أنك تتصرف بمسؤولية ومهنية عالية.
في حالاتٍ أخرى، قد ترد لديك بعض الملاحظات أو المقترحات لحلول أفضل أثناء التنفيذ، حسب طبيعة المشروع وخبراتك. لا تتردد بمشاركتها مع توضيح كل ما يحتاج معرفته للقرار؛ فهذه الخطوة تعزز مكانتك كمستشار خبير، وحرصك على جودة التنفيذ.
مثلًا: "لاحظت أثناء تصميم الموقع أن ترتيب الأقسام قد يشتت الزائر، أقترح هذا التعديل لتحقيق تجربة أفضل."
بعد تسليم الملفات النهائية للمشروع، يمكنك طلب تقييم من العميل، مع شرح أهميته لك كمستقل في تطوير مسيرتك وتقوية سمعتك المهنية. بعدها شارك التقييمات الإيجابية على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن.
احرص أيضًا على التعامل مع الملاحظات بمرونة كفرصة لتحسين مهاراتك وطريقتك في التعامل مع العملاء. التقييمات الصادقة والبناءة قيّمة. وانتبه للمواضيع المتكررة حول ما يعجب عملاؤك وما يعتقدون أنه ينبغي تحسينه. المستقل الناجح يستفيد من التقييمات في التطور المهني.
هذه الخطوات ستساعدك لتكون المستقل الذي يُحب العملاء التعامل معه مرة بعد مرة.